واصلت كأس أمم إفريقيا دوراتها التي عرفت قفزة نوعية في المستوى، بسبب الأعداد الهائلة من اللاعبين الأفارقة المتواجدين في أكبر الأندية الأوروبية، والذين أضفوا على المنافسة رونقا خاصا، جعلها قبلة ''المناجرة'' الباحثين عن الطيور النادرة.
السينغال 1992
تبقى دورة 1992 بالسينغال إحدى الدورات التاريخية بعد أن دوّنت كوت ديفوار اسمها في السجل القاري بحصولها على اللقب لأول مرة في تاريخها بعد مباراة نهائية تاريخية انتهت بفوز ''الفيلة'' على غانا بالضربات الترجيحية ''11/''10، علماً بأن الفريقين سدّدا 24 ركلة على مدى 42 دقيقة. واستحق المنتخب الإيفواري التتويج لأنه أخرج الجزائر حاملة اللقب وزامبيا والكاميرون ثم غانا في المباراة النهائية، وذلك دون تلقي أي هدف، مما جعل حارسه غواميني ينال لقب أفضل حارس في الدورة. وحرمت غانا في المباراة النهائية من خدمات نجمها أبيدي بيليه الذي نال إنذارين في البطولة التي عرفت إقصاء المنتخبات العربية الجزائر والمغرب ومصر في الدور الأول.
تونس 1994
خيّبت تونس آمال جمهورها العريض بخروجها في الدور الأول وهي التي كانت مرشحة إلى جانب نيجيريا وغانا لإحراز اللقب.
وفرضت نيجيريا بقيادة العملاق رشيدي يكيني سيطرتها على الدورة، وتمكّنت من إحراز لقبها الثاني بعد عام 1980 بفوزها على زامبيا ''2/''1 بفضل إيمانويل أمونيكي. وخرجت مصر في الدور ربع النهائي، في حين غابت كل من الجزائر والمغرب عن الموعد.
جوهانسبو1996
عرفت هذه الدورة ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 12 إلى ,16 حيث أنابت جنوب إفريقيا عن كينيا في استضافة الدورة بعد اعتذار الأخيرة لصعوبات مالية.
ولم يكتب للدورة أن تقام بمشاركة 16 منتخباً لأن المنتخب النيجيري حامل اللقب رفض التوجه إلى جوهانسبورغ بحجة عدم توفر الأمن في عاصمة جنوب إفريقيا.
وكان جزاء نيجيريا استبعادها من قبل ''الكاف'' لمدة 4 أعوام، فغابت عن دورتي 96 و98 في بوركينا فاسو، قبل أن تعود إلى الأسرة الإفريقية العام التالي وتنال شرف الاستضافة مع غانا لبطولة عام 2000 بدلاً عن زيمبابوي التي أبعدت لتأخر الاستعدادات لاستضافة البطولة.
وقلب منتخب جنوب إفريقيا، المدعم من قبل أنصاره ورئيس الدولة آنذاك الزعيم نيلسون مانديلا، التكهنات رأسا على عقب، من خلال إحرازه اللقب بتغلبه على تونس ''2/''0 في المباراة النهائية، رغم مشاركته الأولى في كأس أمم إفريقيا بسبب سياسة التمييز العنصري التي كانت تنتهجها الحكومة قبل ذاك.
بوركينا فاس1998
كتب هذه المرة للمنافسة أن تقام بـ16 منتخباً، وذلك في بوركينا فاسو لأول مرة.. ودخل المنتخب المصري التاريخ من بابه الواسع لأنه أضحى ثاني منتخب ينال الكأس أربع مرات بعد غانا..
ولم يكن فوز ''الفراعنة ''متوقعاً خصوصاً بعد خسارتهم في الدور الأول أمام المغرب أحد أبرز المرشحين للتتويج بالنظر إلى تشكيلته المحترفة بكاملها في أوروبا، لكن أشبال محمود الجوهري انتزعوا اللقب في النهاية بفوزهم في النهائي على جنوب إفريقيا. ونال قائد منتخب مصر حسام حسن لقب أحسن هداف بمجموع 7 أهداف، في حين اختير لاعب جنوب إفريقيا كأفضل لاعب في الدورة.
غانا ونيجيريا 2000
بعد اختيار كوريا الجنوبية واليابان لاستضافة نهائيات كأس العالم عام 2002، وبلجيكا وهولندا لاحتضان نهائيات كأس أمم أوروبا ,2000 انتقلت عدوى التنظيم المشترك إلى القارة السمراء بعدما وقع اختيار ''الكاف'' على نيجيريا وغانا لاستضافة الدورة الـ22 من كأس إفريقيا. ولم يكن وارداً أن تلجأ ''الكاف'' إلى فكرة التنظيم المشترك وفي الدورة الثانية والعشرين بالذات، لأنه كان قد منح سابقاً شرف احتضان العرس الإفريقي لزيمبابوي، بيد أنه عاد وسحب منها الاستضافة في 8 فيفري 1999 بسبب تأخر بدء الأعمال في الملاعب. واستضافت غانا 12 مباراة للمجموعتين الأولى والثانية ومنها المباراة الافتتاحية، واثنتين في الدور ربع النهائي، وواحدة في نصف النهائي، ومباراة المركز الثالث، فيما احتضنت نيجيريا 12 مباراة أيضاً للمجموعتين الثالثة والرابعة واثنتين في ربع النهائي وواحدة في نصف النهائي والمباراة النهائية.
وأحرزت الكاميرون اللقب بجدارة بعد عروضها الجيدة خصوصاً في ربع النهائي ونصف النهائي الذي لقنت فيه تونس درسا كرويا في المباراة النهائية، قبل أن تنتزع الكأس للمرة الثالثة في تاريخها على حساب نيجيريا بفوزها عليها ''4/''3 بالضربات الترجيحية بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل ''2/.''2
وعربياً، تألق المنتخب التونسي في الدورة ببلوغه الدور نصف النهائي، في حين وصلت الجزائر ومصر إلى ربع النهائي، بينما أقصي المغرب في الدور الأول .
مالي 2002
بقيت الكأس في الكاميرون بعد إحراز منتخب ''الأسود الجموحة'' لقب الدورة الـ23 التي أقيمت في مالي عام 2002 رافعة رصيدها إلى 4 ألقاب، وباتت ثالث منتخب يحقق هذا الإنجاز بعد غانا ومصر. وفرضت الكاميرون نفسها في الدورة بتحقيقها 3 انتصارات متتالية في الدور الأول على الكونغو الديمقراطية وكوت ديفوار، ثم تغلبت على مصر بهدف لصفر في ربع النهائي، ومالي المضيفة ''3/''0 في نصف النهائي، قبل أن تهزم السينغال بالضربات الترجيحية ''3/''2 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. كانت السينغال مفاجأة الدورة ببلوغها المباراة النهائية متسلحة بمعنوياتها العالية بعد حجزها بطاقة التأهل إلى المونديال للمرة الأولى في تاريخها.
تونس2004
عادت تونس لاستضافة نهائيات كأس أمم إفريقيا للمرة الثالثة، فكانت الثالثة ثابتة لأنها أعلنتها بطلة لإفريقيا للمرة الأولى في تاريخها. وكانت المباراة النهائية عربية خالصة للمرة الأولى في التاريخ وجمعت بين تونس والمغرب، وانتهت لصالح الأول ''2/.''1 واستغل المنتخب التونسي عاملي الأرض والجمهور، وانتزع اللقب الذي كان ينقص سجله، حيث استهل النهائيات بفوز على رواندا والكونغو الديمقراطية، قبل أن يسقط في فخ التعادل أمام غينيا. وأخرجت تونس السينغال في ربع النهائي ونيجيريا في نصف النهائي بالضربات الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل ''1/''1، قبل أن تهزم المغرب في المباراة النهائية، ليحقق مدربها الفرنسي روجي لومير إنجازاً تاريخيا لكونه المدرب الوحيد الذي جمع لقبين قاريين ''أمم أوروبا مع فرنسا وأمم إفريقيا مع تونس''.
مصر 2006
استضافت مصر النهائيات للمرة الرابعة في تاريخها، ونجحت في تحقيق إنجاز تاريخي بإحرازها اللقب للمرة الخامسة في تاريخها بعد أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 فانفردت بالرقم القياسي الذي كانت تتقاسمه مع غانا (1963 و1965 و1978 و1982) والكاميرون (1984 و1988 و2000 و2002 ).
وتدان مصر بإنجازها إلى حارس مرماها عصام الحضري الذي تألق في المباراة النهائية أمام كوت ديفوار بتصديه لركلتين ترجيحيتين سمحتا لـ''الفراعنة'' بإحراز لقب أبطال النسخة الـ25 .
وأبقى المنتخب المصري اللقب عربياً إذ خلف المنتخب التونسي الذي ناله للمرة الأولى في تاريخه قبل عامين على أرضه، كما أن ''الفراعنة ''نالوا اللقب الثالث على أرضهم في 4 مرات استضافوا فيها الدورة.
غانا 2008
استضافت غانا النهائيات القارية للمرة الرابعة في تاريخها و كلها أمل في إحراز اللقب الخامس في تاريخها بعد أعوام 1963 و1965 و1978 و1982، بيد أنها فشلت في ذلك أمام تألق ''فرعوني'' جديد، حيث نجح المنتخب المصري في تحقيق إنجاز تاريخي جديد بإحرازه اللقب الثاني على التوالي والسادس في تاريخه بعد أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و.2006
ويدان المنتخب المصري بفوزه إلى نجمه مهاجم الأهلي محمد أبو تريكة الذي سجل هدف الفوز في المباراة النهائية أمام الكاميرون مكرراً إنجازه في النسخة الماضية عندما سدد ضربة الجزاء الترجيحية التي منحت ''الفراعنة ''اللقب على حساب كوت ديفوار ''4/''2 في المباراة النهائية في القاهرة. وكشر المنتخب المصري عن أنيابه منذ المباراة الأولى من خلال فوزه الساحق على الكاميرون ''4/''2، ثم اكتسح جاره السوداني ''3/''0، قبل أن يتعادل مع زامبيا ''1/''1 في المباراة الثالثة. وأزاحت مصر أنغولا في ربع النهائي ''2/''1، ثم أطاحت بكوت ديفوار المدججة بالنجوم والمرشحة الأولى للفوز باللقب ''4/''1، قبل أن تجدد فوزها على الكاميرون في النهائي ''1/''0 وتحتفظ باللقب.
ودخل مدرب مصر حسن شحاتة تاريخ كرة القدم المصرية والإفريقية من الباب الواسع حيث بات أول مدرب مصري يقود منتخب بلاده إلى لقبين قاريين متتاليين، وأول مدرب في القارة السمراء يفوز بلقبين متتاليين منذ الغاني تشارلز غيامفي الذي قاد منتخب بلاده إلى لقبي 1963 و1965، علماً بأن الأخير هو الوحيد الذي نال الكأس ثلاث مرات بعدما قاد غانا إلى لقبها الرابع عام 1982 في ليبيا. هذا، ولم تكن عودة المنتخب السوداني إلى النهائيات موفقة بعد غياب 32 عاماً حيث مني بثلاثة هزائم متتالية وبنتيجة واحدة ''0/''3 أمام منتخبات زامبيا ومصر والكاميرون.AL KHABAR.
Sujet: Le reve africain... 
Mer 6 Jan - 13:21