المجاهد محمد غفير المعروف بـ ''موح كليشي''
فرحات عباس عرض على فرنسا سجنه مقابل إطلاق سراح قادة الثورة
قرأ المجاهد محمد غفير، المعروف بموح كليشي، رسالة فرحات عباس الموجهة للحكومة الفرنسية يعرض فيها سجنه مقابل إطلاق سراح أعضاء الحكومة المؤقتة المضربين عن الطعام لتسهيل المفاوضات بين الطرفين.
قال محمد غفير، خلال الندوة التاريخية التي نظمت ببرج بوعريريج، بالمركب الثقافي عائشة حداد أول أمس، إنه جاء في تلغراف فرحات عباس بتاريخ 20 نوفمبر 1960 الموجه للحكومة المؤقتة، ما يلي ''لوضع حد لإضراب قد تكون نتائجه وخيمة على المناضلين، ولجعل تحرير الإخوة الخمسة ممكنة، ولكي تتواصل المفاوضات بنجاح، من أجل جعل السلام ممكنا، أقترح تقديم نفسي سجينا بدلا عن الإخوة الخمسة، والخطوة ستتم بوساطة تقوم بها الحكومة المغربية. وكشف غفير أن اقتراح عباس تسليم نفسه لفرنسا مقابل إطلاق سراح أعضاء الحكومة المؤقتة ابن بله وآيت أحمد ورابح بيطاط، ومحمد خيذر ومحمد بوضياف، جاء لتسهيل استئناف مفاوضات السلام بين الطرفين الفرنسي والجزائري.
أما عبد الحفيظ أمقران، فبعد التأكيد على مطالبة المجاهدين بإعادة الاعتبار لـ19 مارس كعيد للانتصار، قال إن شهداء الجزائر في ثورة نوفمبر هم مليونا شهيد وليس مليون ونصف مليون مستشهد بالمقابر الجماعية التي مازالت تكشف ضحايا الألغام والقنبلة النووية إلى اليوم، ناهيك عن الآثار النفسية والأرامل واليتامى والأراضي المحروقة وغيرها مما يدرج تحت ثمن الحرية.
تبقى الإشارة إلى أن المداخلات كانت على هامش الندوة الولائية المنظمة من طرف منظمة المجاهدين ببرج بوعريريج لتكريم أحد كبار معطوبي ثورة التحرير مخلوف خبشيش الذي سجن وعلق من قدميه لأكثر من أسبوع سنة 58 بعد تعذيب وحشي، قبل أن ينقل إلى مستشفى برج بوعريريج وتقطع يداه ورجلاه جراء التعفن الذي أصابها في السجن، ورغم ذلك حوله المستعمر إلى سجن قصر الأبطال لمدة سنتين. وقال المجاهد خبشيش إن حراس السجن كانوا يرمونه مع النفايات عند أي زيارة مراقبة من الضباط للسجن، قبل أن يؤكد، بعفوية فلاح، أن ذلك ليس غاليا على الجزائر مادام رفاقه دفعوا حياتهم ثمنا للحرية، مطالبا الجيل الصاعد بالاقتداء بالتضحيات.