Thamurth Ith Yaala
Vous souhaitez réagir à ce message ? Créez un compte en quelques clics ou connectez-vous pour continuer.

Thamurth Ith Yaala

Forum, discussion, échanges, avis des Yaalaouis.
 
AccueilGalerieDernières imagesRechercherS'enregistrerConnexion
Le Deal du moment : -39%
Ordinateur portable ASUS Chromebook Vibe CX34 Flip
Voir le deal
399 €

 

 Ath Abbes...la citadelle oubliee...

Aller en bas 
AuteurMessage
tikka
V.I.P.
V.I.P.
tikka


Masculin
Nombre de messages : 6080
Age : 63
Localisation : Setif
Emploi/loisirs : Gestion/nature
Humeur : Idhourar i dh'al3amriw...
Date d'inscription : 08/07/2008

Ath Abbes...la citadelle oubliee... Empty
MessageSujet: Ath Abbes...la citadelle oubliee...   Ath Abbes...la citadelle oubliee... Icon_minitimeMar 10 Aoû - 12:48

محمد أرزقي فراد قلعة آث عباس (قلعة ونوغة)، حصن منيع ارتبط بتاريخ بجاية منذ القرن الحادي عشر الميلادي، وتاريخ محلي شكل عنصرا مهما في فهم تاريخ الجزائر في القرن السادس عشر الميلادي.

قلعة آث عباس أي الجغرافيا التي لبت نداء التاريخ، عندما تعرضت بجاية للعدوان الإسباني في مطلع هذا القرن 16م، فتحالف أجوادها من أجل إخراج المحتلين، مع الأخوين بابا عروج وخير الدين اللذين شكلا رأس الحربة للخلافة العثمانية، التي هيمنت على حوض البحر الأبيض المتوسط لأزيد من ثلاثة قرون من الزمن. وظلت قلعة آث عباس وفيّة لثقافة المقاومة، عندما تعرّضت الجزائر للغزو الفرنسي، فرفع الحاج مُحند ناث مقران (المقراني) راية المقاومة في ربيع 1871م، التي كانت بمثابة جوهرة هامة في عقد المقاومة الشعبية الجزائرية.

موقع قلعة آث عباس

تقع قلعة آث عباس في بلدية إغيل علي (ولاية بجاية)، التي تحدها بلدية آث رزين (ڤندوز) شمالا، ولاية برج بوعريرج جنوبا، ودائرة ثاموقرا شرقا، ودائرة بوجليل غربا. تتميز بتضاريسها المرتفعة (أكثر من 900م فوق مستوى سطح البحر)، وتندرج ضمن سلسلة جبال البيبان الشهيرة بمضيق أبواب الحديد، المتحكم في الطريق الرابط بين شرق الجزائر ووسطها. وقد حبا الله هذه القرية بموقع حصين تحميها جروف عالية من ثلاث جهات، وعليه لا يمكن الوصول إليها إلا من جهة واحدة فقط، الأمر الذي ساعد أهلها على الدفاع عنها. لذا برزت أهميتها الاستراتيجية منذ عهد الدولة الزيرية (القرن 10م)، إذ مازالت بعض آثارها القديمة تحمل اسم أخريب اُوزيري (أي أطلال بني زيري). ولم تخف هذه الميزة على قادة ثورة نوفمبر 1954م، فاختارها الشهيد عبان رمضان لاحتضان مؤتمر الثورة، لكن فرار البغلة بما حملت من وثائق، ووقوعها في قبضة الفرنسيين جعله يتخلى عن خياره، ونقل المؤتمر إلى منطقة إفري بوادي الصومام(20 أوت 1956م).

إشكالية المصادر التاريخية
رغم أهمية هذا الدور التاريخي الذي قامت به قلعة آث عباس، فإن المصادر التاريخية شحيحة في ذكر تاريخها، فهل يعود ذلك إلى غياب التدوين أم إلى ضياع الكتب المدونة؟. وبالنظر إلى استقبال قرية آث عباس لبعض سكان بجاية - مسلمين وغيرهم - المشهورين بعلمهم وصناعاتهم وحرفهم، فإننا نرجح احتمال ضياع الكتب المدوّنة، ولعل ما يرجح ذلك، عثور الضابط الفرنسي شارل فيرو Charles Féraud، على مخطوط هام في آث يعلى، بعنوان: "عنوان الأخبار فيما مر على بجاية"(1) ألّفه الشيخ أبو علي إبراهيم المريني البجائي، اللاجئ - حسب تقديري - إلى آث يعلى، وقد تحدث فيه بإسهاب عن نكبة احتلال الاسبان لمدينة بجاية سنة 1510م، إلى غاية تحريرها على يد صالح رايس سنة 1555م. وماعدا ذلك، فإن التأريخ لهذه النكبة وما نجم عنها من انسحاب حضر بجاية نحو الجبال (خاصة نحو قلعة آث عباس)، قد تم على أيدي كتاب أجانب أشهرهم ليون الإفريقي Léon L'africain(2)، ومرمول Marmol الإسباني، الذين تميزت كتابتهما بالسطحية، والتحيّز للجانب الاسباني بشكل ملفت للانتباه، كما هو شأن الكاتب مرمول. أما ما ذكره الإسباني دييڤو دى هايدوDiego de Haedo (من القرن 16م) عن قرية آث عباس، في كتابه الموسوم: الحياة في الجزائر في سنوات 1600م "La vie à Alger les Années 1600" فهو لا يعدو أن يكون مرور الكرام في سياق حديثه عن عنصر الزواوة في تشكيل سكان مدينة الجزائر. ويمكن أن نضع في نفس هذه الخانة أيضا مذكرات وليام شالر القنصل الأمريكي في الجزائر ما بين(1816 - 1824)، والرحالة الألماني هاينريش فـون مالتـسان، الذي زار بلاد الزواوة سنة 1857م، وكذا الرحالة الانجليزي الدكتور توماس شي Thomas Shaw الذي زار الجزائر في القرن 18م.

ونظرا لغياب المصادر التاريخية المحلية، فإن ما وصل إلينا من المعلومات لا يشفي الغليل، لأن ما كتبه الأجانب هو قراءة خارجية، غير دقيقة، تشوبها الكثير من الثغرات في سرد الأخبار، فهم - على سبيل المثال - قد اختلفوا في تحديد الشخصية المحورية التي أسست الإمارة، فذكروا عبد الرحمن بن عبد العزيز أحيانا، وذكروا أخاه العباس أحيانا أخرى. ولم يساعد موقعها المعزول في الجبال الوعرة على زيارتها من طرف الرحالة، الذين زخرت كتبهم بالمعلومات الغزيرة حول الحياة الاجتماعية للمناطق التي زاروها.

وبالنسبة للمراجع الحديثة، فإن أهم ما اطلعت عليه هو كتاب: "قلعة بني عباس في القرن 16م La Kalaa des béni abbés au XVIe siècle" لمؤلفه يوسف بنوجيت، وما كتبه أيضا السيد مولود ڤايد، وأخيرا تناهى إلى مسامعي وجود رسالة ماجستير حول قلعة بني عباس، في قسم التاريخ بجامعة الجزائر، أشرف عليها الدكتور أرزقي شويتام. بالإضافة إلى بعض كتابات السادة: جمال عليلات، وجمال الصديق، وجميل عيساني. ولا شك أن هناك مراجع أخرى لم أتمكن من الوصول إليها.

ارتباط آث عباس ببجاية

يعود تاريخ ارتباط قلعة آث عباس ببجاية إلى القرن 11م، جراء زحف بني هلال على منطقة المسيلة، الأمر الذي جعل الحماديين يختارون بجاية - ذات الموقع الحصين - عاصمة لمملكتهم أيام السلطان الناصر بن علناس، الذي يحتمل أنه أقام مؤقتا في القلعة خلال فترة بناء العاصمة الجديدة، ثم صارت بمثابة قاعدة خلفية هامة لهذه المملكة، ويبدو أن القلعة قد احتفظت بمكانتها الهامة خلال حكم الموحدين لبجاية.

وعندما احتل الإسبان مدينة بجاية، كانت القلعة بمثابة القرش الأبيض لليوم الأسود - كما يقال - لمن تبقّى من أسرة الأمير عبد العزيز بن أبي محمد عبد الله، إذ انسحب إليها ابناه الأمير العباس وأخوه الأمير عبد الرحمن، وبذلك دخلت في مرحلة تاريخية جديدة، وهي مرحلة الارتقاء إلى مستوى الإمارة، كان لها شأن وذكر خلال الحكم العثماني للجزائر، تميزت بسيطرتها على مضيق أبواب الحديد الاستراتيجي المتحكم في الطريق الرابط بين الشرق والغرب. والجدير بالذكر، أن القوات الإسبانية قد حاولت استمالة الأمير العباس بن عبد العزيز، من أجل قطع الطريق أمام عمّه أبي بكر، الذي قتل والده في سياق الصراع على إمارة بجاية.

هذا وقد اعترفت اسبانية بإمارة آث عباس الناشئة في المناطق الداخلية (دون الساحلية التي أعطيت لحليف إسبانيا مولاي عبد الله، الذي تنصّر لاحقا) بموجب الاتفاق الموقع بين القائد الاسباني أنطونيو دى رافادينا، والأمير العباس بن عبد العزيز، في غضون سنة 1511م، قدم بموجبه هذا الأخير نجله محمد رهينة لدى القوات الاسبانية(3).
علاقة الإمارة بالعثمانيين

كانت العلاقات بين إمارة آث عباس، والإيّالة العثمانية تتأرجح بين السلم والحرب، وبقدر ما تحمّس الأتراك العثمانيون لإخضاع هذه الإمارة لنفوذهم، بقدر ما حرص أمراؤها على الاحتفاظ باستقلالهم، لذلك لم تتوان هذه الأخيرة عن استقبال الفارين من نفوذ الأتراك، وخاصة العنصر الأوروبي المتميّز بخبرته الواسعة في فنون الصناعة، وقدمت لهؤلاء امتياز الاحتفاظ بديانتهم المسيحية مقابل الاستفادة من خبرتهم العسكرية. ولا شك أن الحكام العثمانيين في الجزائر قد استفادوا من فترات تدهور العلاقات بين إمارتي بلاد القبائل (أحمد بن القاضي في جرجرة، وآل المقراني في آث عباس) بفعل الصراع من أجل السيطرة على الساحة المحلية. وهكذا فقد تحالف الأمير العباس مع خير الدين بربروس خلال فترة (1520 - 1525)، التي تميزت باستيلاء أحمد بن القاضي أمير كوكو (بجبال جرجرة) على مدينة الجزائر، وانسحاب خير الدين إلى مدينة جيجل. وتم في غضون سنة 1529م - التي نجح فيها الأتراك العثمانيون في طرد الاسبان من جزيرة البينون بميناء الجزائر - عقد اتفاق بين الإمارتين القبائليتين، كوكو، وآث عباس من جهة، والإيالة العثمانية من جهة أخرى، وهو ما يعد اعترافا متبادلا بهذه الكيانات السياسية الثلاثة. وذكر الكاتب الفرنسي أ. بيربروڤير أن إمارة آث عباس قد جددت تحالفها مع الأتراك العثمانيين سنة 1550م، أي في عهد حسن باشا (4).

لكن هذه العلاقات الحسنة لم تلبث أن تدهورت، بسبب قيام الأمير عبد العزيز بن العباس بجمع الضرائب في منطقة المسيلة التي كانت تابعة لإمارة بجاية سابقا، وهو الأمر الذي امتعض منه الحكام الأتراك، ونظروا بعين القلق إلى هذه الإمارة، فاتخذوا مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى تضييق الخناق عليها، فشيّدوا برجي زمورة، ومجانة لمراقبة تحركات إمارة آث عباس (1558). لكن الأمير عبد العزيز بن العباس تمكن من تخريب برج مجانة، وغنم أسلحته، لذلك عزم حسن بن خير الدين على تأديبه، فقاد حملة في السنة الموالية، والتقى الجمعان في معركة ضارية في شهر سبتمبر 1559م، كان النصر فيها حليفا للأتراك، الذين نجحوا في قتل الأمير عبد العزيز بن العباس. وعلى إثر ذلك خلفه أخوه أحمد أمقران، الذي سرعان ما عقد معاهدة الدفاع المشترك مع الأتراك العثمانيين. لكن هذه المعاهدة لم تحل دون هجوم لخضر (أو خيضر) باشا على هذه الإمارة سنة 1590م، أي بعد سنة واحدة من وصوله إلى سدة الحكم في الجزائر، وأمام عجز الأتراك عن اقتحام القلعة الحصينة، التجأوا إلى تطبيق سياسة الأرض المحروقة، فأحرقوا المزارع وقطعوا الأشجار. وانتهت هذه الحملة العسكرية بفضل وساطة أحد المرابطين الذي أقنع الطرفين بوجوب إيقاف الحرب، لحقن دماء المسلمين، ولتلافي هدر قواتهما في معارك هامشية، لا تخدم إلا الكفار.

وأمام سيطرة آث عباس على مضيق أبواب الحديد وسهول مجانة، وحرصا على توفير الأمن للقوات العثمانية المتنقلة بين العاصمة وشرق الجزائر، قرر مصطفى باشا بناء برج سور الغزلان سنة 1595م. غير أن ذلك لم يمنع الأمير أحمد أمقران من الهجوم على مدينة الجزائر سنة 1598م ، وتمكن بفضل عامل المفاجأة ودعم أهل العاصمة له من اقتحام باب عزون، والمكوث داخلها مدة أحد عشر يوما، ثم قفل راجعا، ولا نعلم أسباب هذا التراجع السريع. وفي سنة 1600م نظم الأتراك حملة ضد إمارة آث عباس، لكن عيون الأمير أحمد أمقران كشفتها في الوقت المناسب، فاستعد للمواجهة، وتلاقى الجيشان في منطقة وادي الساحل، ورغم انهزام الأتراك وفرارهم إلى برج البويرة، فقد تمكنوا من قتل الأمير أحمد أمقران في المعركة.

وعلى إثر ذلك خلفه نجله سي الناصر، ودام حكمه حوالي نصف قرن، ثم مات في ظروف غامضة سنة 1625م. وإذا أخذنا في الحسبان إخضاع الأتراك العثمانيين لبلاد الزواوة في هذه السنة، حين نجحوا في اقتحام قرية كوكو عاصمة آث القاضي، فإنه من غير المستبعد أن يكون الأمير سي الناصر قد مات في المعركة.

أما السيد جمال عليلات فله قراءة أخرى، مفادها أنه قتل سنة 1620م من طرف بطانته بسبب إهماله للأمور السياسية، ثم سلموا مقاليد الحكم لابنه بتقه الذي بقي على سدة الحكم إلى أن توفي سنة 1680 ودفن ببرج بوعريرج، تاركا الحكم لابنه بوزيد.

ورغم أفول نجم هذه الإمارة عقب هلاك الأمير أحمد أمقران، فقد ظلت قلعة آث عباس محتفظة باستقلالها، وبسيطرتها على مضيق أبواب الحديد، لذا كان الأتراك يدفعون الرسوم مقابل مرور جيشهم من هناك، نحو بايلك الشرق، أو منه إلى دار السلطان (عاصمة الجزائر). ولهذا السبب قام يحي أغا بحملة لتأديب آث عباس سنة 1824م، أحرق خلالها الحقول، وقطع الأشجار، وخرب القرى، لإرغام آث عباس على الاستسلام، لكن دون جدوى.


- يتبع -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
1- Revue africaine, N!70, Année 1868, p245.
2- ليون الإفريقي(1483 - 1554) مؤرخ ورحالة عربي (حسن الوزان)، ولد في غرناطة ومات في تونس، أسره القراصنة الإيطاليون فسيق إلى مدينة نابولي، عاش في روما بعد تنصّره حيث كان يعلم اللغة العربية، وكتب باللغة اللاتينية كتابا مهما عن إفريقيا بعنوان (وصف إفريقيا).
3- Youssef Benoudjit, La Kalaa Des béni Abbés, Editions Dahleb, 1997, P 134.
4- IBID, P 206.
Revenir en haut Aller en bas
tikka
V.I.P.
V.I.P.
tikka


Masculin
Nombre de messages : 6080
Age : 63
Localisation : Setif
Emploi/loisirs : Gestion/nature
Humeur : Idhourar i dh'al3amriw...
Date d'inscription : 08/07/2008

Ath Abbes...la citadelle oubliee... Empty
MessageSujet: Ath Abbes...la citadelle oubliee...2   Ath Abbes...la citadelle oubliee... Icon_minitimeMar 10 Aoû - 12:57

اشتهرت قلعة آث عباس قديما بالصناعات والحرف المتنوعة، وارتبط هذا النشاط بوجود جالية كبيرة من سكان بجاية الذين انسحبوا إلى الجبال، عقب استيلاء الإسبان على المدينة سنة 1510م بما فيهم الجالية اليهودية، التي أكد الكاتب الفرنسي جون ماريزو Jean Marizot وجودها في القلعة(5).

الحياة الاقتصادية والاجتماعية

وبفضل خبرة هذه اليد العاملة، نجح أهل القرية في تطوير صناعة الأسلحة التي كانت مطلوبة حتى في الأسواق التونسية(6)، وكذا صناعة المنسوجات، خاصة البرانس التي طبقت شهرتها الآفاق، الأمر الذي جعل الرحالة الألماني هاينريش فون مالتِسان ـ الذي زار بلاد الزواوة سنة 1857م ـ يقول عنها: "ولعل آيت عباس أبرع القبائل في الصناعات المحلية. فهي تملك أكثر من مائتي رحى للزيتون. وكثرة الرحى تعد مقياس ثروة قبيلة من القبائل. وبالإضافة إلى ذلك فإن آيت عباس هم الذين يخيطون البرانس ويرقعونها بمهارة فائقة، ولهم دكاكينهم في الجزائر العاصمة نفسها."(7)


وبالنسبة للجانب العمراني فإن قرية قلعة آث عباس - بصفة خاصة - قد شيّدت على النمط المتوسطي المتميز باستعمال الحجارة والقرميد، وتدل درجة الإتقان في البناء ونصب الأبواب، على وجود بصمات أندلسية، خاصة في الجامع الكبير، الذي لايزال يتحدى الزمن بمعالمه العمرانية المعروفة في المغرب الإسلامي. ونظرا لأصالة هذا العمران فقد صارت القلعة متحفا مفتوحا على الطبيعة، يحظى بحماية الدولة.

هذا وتجدر الإشارة أيضا إلى وجود ظاهرة الهجرة بكثافة في عرش آث عباس، بسبب فقر الزراعة المعيشية التي عجزت عن تحقيق الاكتفاء الذاتي لأهلها، ولوجود يد عاملة ذات مهارة عالية في ممارسة الصناعات التقليدية، انتشرت في المدن الجزائرية الكبرى، وقد لعبت هذه الفئة دورا بارزا في نقل الأفكار الوطنية والإصلاحية إلى قراها في آث عباس.

الحياة الثقافية
لعل المفارقة العجيبة التي يلاحظها الباحث في التاريخ، أنه رغم أهمية دور القلعة التاريخي لقرون عديدة، منذ عهد الدولة الحمادية مرورا بحقب الموحدين، والحفصيين، والأتراك العثمانيين، وصولا إلى فترة الاحتلال الفرنسي، فإننا لم نعثر على الكتب والمخطوطات، التي تغطي هذه الحقب الزاخرة بالأحداث العظام، وقد فسّر ذلك الباحث جمال الصديق بحرق ونهب المكتبات الخاصة من طرف الجيش الفرنسي - خاصة خلال أحداث الثورة التحريرية - التي كانت تملكها أسر عريقة في العلم، كعائلات أُومعمرْ، طالب، جلواح، الصديق، والحاج حمودة. وذكر الباحث أيضا، أن كتاب رحلة الورثيلاني (المؤلفة في القرن18م) قد صحّحه ونقحه بقلعة آث عباس. علما أن القلعة كانت تزخر بعشرات المدارس، التي تستقبل الأطفال والشباب، يدرسون العلوم الشرعية، وعلوم العربية والمواد العلمية والتاريخ، وبها مدرسة عليا على غرار مدارس المدن الكبرى.

ولعل أشهر العلماء الذين برزوا في أواخر القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين، الشيخ الصديق الصديق المتوفى سنة 1914م، الذي ترك وثيقة هامة عن تاريخ القلعة، وكان ضمن الوفد الذي استقبل الشيخ محمد عبده عند زيارته للجزائر سنة 1902م. والشيخ جلواح صاحب مخطوط بعنوان "قلعة الرياح".

الاحتلال الفرنسي

رغم سقوط مدينة بجاية في أيدي الفرنسيين سنة 1833م، فقد نجحت مقاومة آث عباس في الصمود لمدة أربع عشرة سنة، ولم يتمكن الفرنسيون من إخضاعها إلا بعد استقدام قوات كبيرة من مدينة قسنطينة، ومن مدينة الجزائر بقيادة الحاكم العام الماريشال بيجو، الذي فرض سياسة الأرض المحروقة على قرى وادي الصومام. وكانت القبائل المحيطة بمدينة بجاية كمزاية، وآث ميمون، وآث بومسعود، وفناي، قد أعلنت استسلامها في غضون سنة 1846م، الأمر الذي أدى إلى إضعاف الشيخ مزيان أورابح، وعقب فشل هجوم هذا الأخير على الفرنسيين يوم 21 جانفي 1847م، أرسل نجله البشير إلى الفرنسيين يطلب الأمان، يوم 24 جانفي. ولم يفت ذلك في عضد آث عباس الذين واجهوا جيوش الماريشال "بيجو" ببسالة وشجاعة نادرة، لكن فشل المقاومة في وادي الصومام، واعتراف الشيخ محمد السعيد بن علي الشريف مقدم زاوية إشلاظن (أقبو) بالسلطة الفرنسية، قد أضعف مقاومة آث عباس، فتمكن الماريشال بيجو في شهر ماي1847م من احتلال قرية أزرو الاستراتيجية، وعلى إثر ذلك اضطر عرش آث عباس إلى طلب الأمان(Cool.

ثم لم تلبث هذه المنطقة أن ثارت من جديد بقيادة الحاج محمد المقراني يوم 8 مارس1871م، بدعم من مقدم الطريقة الرحمانية الشيخ محمد أمزيان أحداد الذي أعلن الجهاد في قرية صدوق يوم 16 أفريل، وكادت هذه الثورة، التي شملت مناطق عديدة في شرق ووسط الجزائر، أن تعصف بالفرنسيين، لكن استشهاد قائدها العسكري الحاج محمد المقراني في وقت مبكر ـ يوم 5 ماي 1871 بوادي سوفلات ناحية البويرة ـ قد ساعد فرنسا المتفوقة في التسليح، على استرجاع المبادرة، ومن ثم القضاء على هذه الثورة العظيمة التي هزت أركان الاستعمار الفرنسي.

ونظرا للأهمية الاستراتيجية لموقع آث عباس، فقد دعّمت فرنسا وجودها هناك بتأسيس بلدية مختلطة مقرها في قرية إغيل علي، وكذا إرسال بعثة تنصيرية سنة 1878م، أسست مدرستين للبنين والبنات، واستغل هؤلاء المبشرون (الآباء البيض، والأخوات البيض) بؤس السكان لتنصير بعض الأفراد. ورغم قلة عدد المتنصرّين فإن هذه المنطقة تعد من المناطق التي ارتبط ذكرها بالمبشّرين، وقد يفسر ذلك ببروز شخصيات ثقافية سامقة، تركت بصماتها في الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية، من وزن جان الموهوب عمروش (1906 - 1962)، وأخته طاوس عمروش (1913 - 1976)، والكاتب مالك واري (1916 -2001م).

آث عباس قلعة للوطنية
تعد منطقة آث عباس إحدى قلاع الوطنية الصادقة، إذ احتضنت معظم أطياف الحركة السياسية الوطنية، التي كللت في الأخير بثورة نوفمبر المظفرة. واستطاع المهاجرون المبثوثون في الكثير من المدن الجزائرية والفرنسية أن ينقلوا الوعي السياسي إلى قراهم في آث عباس، فاحتضنت حزب الشعب الجزائري المعروف بتوجهه الاستقلالي، ثم بدرجة أقل حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تزعمه فرحات عباس، كما انتشرت أيضا أفكار الحركة الإصلاحية، بقيادة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فتم تأسيس عدة مدارس حرة في بعض قرى آث عباس.

وساهم أهل المنطقة في التحضير لملحمة نوفمبر، لذا فمن الطبيعي أن يحتضنها أحفاد الحاج محمد المقراني بصدور رحبة، فصارت قراهم المنيعة قلاعا للمجاهدين، الذين وجدوا في تضاريسها الوعرة خير معين لهم على تطبيق أسلوب الكر والفر الذي أذاق الفرنسيين الأمرّين، لذا كان رد فعل الجيش الفرنسي عنيفا تجسد في تدمير الكثير من القرى وإفراغها من سكانها، وتحويلها إلى مناطق محرّمة، وحشدهم في المحتشدات الخاضعة لرقابة الجيش الفرنسي، كل ذلك من أجل عزل الثورة عن الشعب. هذا وقد احتضن شباب المنطقة الثورة، وفي مقدمتهم الشاب حسين بن معلم وهو طالب، فصار ضمن المقربين من العقيد عميروش.

رياح الحركة الإصلاحية

كان أهل آث عباس الموجودين خارج قراهم، في المدن الكبرى كسطيف وقسنطينة والجزائر، يتابعون باهتمام نشاط الحركة الإصلاحية، الهادفة إلى إيقاظ المجتمع الجزائري من سباته العميق، وبعث هويته الجزائرية المسلمة التي أضرتها سياسة الفرنسة ضررا كبيرا حتى كاد يقضي على معالمها. وأدرك العلماء أن النهضة مقرونة بنشر العلم ومحاربة الجهل، عن طريق بناء مدارس حرة للعربية، بجهود الشعب الجزائري، لتدريس تاريخ الجزائر والأناشيد الوطنية والعلوم العصرية باللغة العربية. لذا كان نشاط جمعية العلماء بمثابة البعد الفكري للحركة السياسية الوطنية، هدفها إعداد الناشئة إعدادا علميا، ولم يكن ذلك خافيا على الإدارة الاستعمارية فسعت لعرقلة إنشاء المدارس الحرة.
المدارس الحرة للعربية

أنشأ القرويون بجهودهم الخاصة عدة مدارس حرة، أما المعلمون فقد وفرتهم لها جمعية العلماء. وتعد مدرسة قرية آث عباس التي أنشئت سنة 1933م على الطراز العصري أهم هذه المدارس، وقد أشرف على إدارتها الأستاذ محمد الصالح بن عتيق، وهو خريج جامع الزيتونة، ودرّس بها معلمون كثيرون، ذكر الأستاذ محمد الحسن فضلاء بعضهم وهم: محمد الصالح بن عتيق، بلقاسم بن رواق، موسى الأحمدي، البشير يحياوي، محمد الطاهر الرابطي، عبد القادر الفرجاني، محمد بن مالك الورثيلاني، يحي العوادي، الصديق بوشاسي، عبد الرحمن بوشاشي، محمد وَاعْمَرْ جلواح، ميمونة قيموح سي دحمان(9). وشيدت أيضا في عقد الثلاثينيات من القرن الماضي، مدرسة ذات قسمين، بقرية إغيل علي، حيث مركز الآباء البيض والأخوات المسيحيات، وعُـيّن الصادق عيسات مديرا لها، فقام بتدشينها بمعية الشيخ العباس في حفل بهيج حضره تلاميذ المدرسة وأولياؤهم، وعدد من معلمي المدارس الحرة قدموا من مختلف المناطق، وتعاقب على التدريس فيها عدد من المعلمين وهم: الطاهر شنتير (مدير)، عبد المالك فضلاء(مدير)، عبد الحميد بن حالة، عبد القادر بركان، ومحمد بن الأخضر ساكري، وعبد المجيد هميسي.
لكن الإدارة الفرنسية نظرت إلى نجاح هذه المدرسة بعين السخط، لأنها كانت تدرك مدى أهمية التعليم في بعث الوعي الوطني، لذا قامت بغلقها بطريقة وحشية، قام الأستاذ محمد الحسن فضلاء بفضحها في مقال نشره في جريدة البصائر الصادرة بتاريخ 5 ماي 1939م، جاء فيه قوله: "... فما لبثت (أي الجماهير) تستلذ طعم حلاوة التعليم، وتزهو بما تشاهده على التلاميذ من الأثر الحسن والنشاط والصفات الحميدة، أن أعلنت الحكومة غلق المدرسة، والمكتب وتشتيت التلاميذ بواسطة رجال البوليس السريّ، وأحالوا المعلمين أمام محكمة التأديب، بعدما روّعت التلاميذ في أقسامهم، وانتزعت الألواح المدرسية، والكراريس من أيديهم، وهي الآن بين يدي الحكومة."(10). أما المدارس الأخرى فقد أنشئت بقرى: بوجليل (سنة 1947)، إوْڤـْرَانـَنْ (سنة 1949)، ڤندوز (سنة 1952)، ثيغيلت اُومْـيَالْ (سنة 1953)، ومن أبرز معلميها: الشيخ سليمان الحمراوي، محمد الشريف الثعالبي، الشيخ الصالح جطوطح،الشيخ الطاهر شنتير، محمد أمزيان الثعالبي.


- يتبع -
Revenir en haut Aller en bas
tikka
V.I.P.
V.I.P.
tikka


Masculin
Nombre de messages : 6080
Age : 63
Localisation : Setif
Emploi/loisirs : Gestion/nature
Humeur : Idhourar i dh'al3amriw...
Date d'inscription : 08/07/2008

Ath Abbes...la citadelle oubliee... Empty
MessageSujet: Re: Ath Abbes...la citadelle oubliee...   Ath Abbes...la citadelle oubliee... Icon_minitimeMar 10 Aoû - 13:06

أنجبت منطقة آث عباس رجال إصلاح، ومثقفين كثيرين ساهموا في بناء صرح الثقافة الجزائرية بأبعادها الإسلامية والعربية والأمازيغية.

وأنجبت أيضا كُتابا ملكوا ناصية اللغة الفرنسية، وشكلوا نخبة مفرنسة ذات عقيدة مسيحية، وهي وليدة ظروف تاريخية معروفة، ألا وهي الظاهرة الاستعمارية، التي لم تتوان عن توظيف التنصير المسيحي من أجل مسخ الهوية الجزائرية الإسلامية، وتحويل الجزائريين إلى فرنسيين لغة وعقيدة. وعليه يمكن اعتبار هؤلاء الكتاب الكبار بمثابة ضحايا الاستعمار، لأنهم لم يختاروا المسيحية عن طواعية، بل فرضت على أهاليهم عندما تلقفتهم مراكز التنصير وهم في سن الطفولة المبكرة في ظروف اجتماعية صعبة، مثلما أكدت الباحثة القديرة كريمة ديراش سليماني، في كتاب لها حول مسيحيي بلاد القبائل (1874 - 1954)(11). وقد عانى هؤلاء الكتاب المتنصرون من التمزق الهوياتي طيلة حياتهم، باعتبارهم أقلية شاذة، في محيط أمازيغي اللسان، إسلامي العقيدة، لذا لم تمنعهم عقيدتهم المسيحية واللغة الفرنسية -أداة إبداعهم- من احتضان ثقافتهم الجزائرية الأصيلة، وبذل الجهود لإنقاذ الموروث الثقافي الأمازيغي.


ومراعاة للاعتبارت السالفة الذكر، فإنه من الحكمة أن نقدر جهود هؤلاء الكتاب (جان الموهوب عمروش/ طاوس عمروش/ مالك واري)، وأن نلتفت إلى إبداعاتهم بعين الرضا، باعتبارها حاضنة للثقافة الجزائرية، على غرار كتابات مولود فرعون، ومولود معمري، محمد ديب، ومالك حداد وغيرهم.


وهذه بعض الأسماء التي برزت في مجال التعليم العربي، في الزوايا والمدارس الحرة فترة الاحتلال الفرنسي ، بالإضافة إلى ذكر أهم رموز النخبة المفرنسة في عرش آث عباس.

الشيخ مُحند اُوبلقاسم البوجليلي


هاجرت عائلة الشيخ محند أوبلقاسم من عرش آث ورثيلان، إلى قرية بوجليل بعرش آث عباس، وفتح هناك جده الأول كُتابا لتعليم القرآن، ثم قيض له أن يتحول إلى زاوية تعليمية في عهد الشيخ مُنحد اُوبلقاسم الذي سطع نوره في حقل المعرفة.

ولد الشيخ مُحند اُوبلقاسم سنة 1828، أي قبل دخول الفرنسيين إلى الجزائر بسنتين، أما وفاته فكانت سنة 1896، ودفن في صحن مسجد قرية بوجليل ولا يزال قبره معروفا إلى اليوم. جمع بين وظيفة التدريس وقيادة الطريقة الصوفية بعد وفاة الشيخ محند أمزيان الحداد الذي عينه خليفة له. وترك الشيخ مُحند أوبلقاسم عدة مخطوطات، أشهرها كتاب "التبصرة "وهو بمثابة التأريخ للمدرسة الزواوية في علم القراءات (زاوية عبد الرحمن اليلولي).

الشيخ الطيب اُوشنتير

ينتمي الشيخ الطيب اُوشنتير إلى قرية بوجليل، وقد عاش ما بين (1871- 1945)، أخذ تعليمه الأوليّ -كما جرت العادة- على يد والده، ثم أرسله الى زوايا المنطقة لمزاولة تعليمه، كزاوية سيدي أسعيد إمسيسن قرب صدوق، وزاوية عبد الرحمن اليلولي، ومن أشهر المشايخ الذين نهل من علمهم الغزير الشيخ محند اُوبلقاسم البوجليلي، ومحمد وعمارة الوزلاجي (1842 - 1921). وبعد تخرجه قضى عمره في التعليم فدرّس بعدة زوايا، كزاوية عبد الرحمن اليلولي التي تعلم فيها، وزاوية سيدي الحاج أحساين بسمعون،التي قضى فيها مدة طويلة (13 سنة على فترات متقطعة). ومن مواقفه الوطنية الجديرة بالذكر، أنه رفض الوظيفة التي عرضتها عليه الإدارة الفرنسية(12).

الشيخ الصادق عيسات

يعد الشيخ الصادق عيسات من أعلام التعليم العربي الحر، الذي كانت تشرف عليه جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وهو من مواليد 1908 بقرية بوجليل عرش آث عباس. وبعد أن أخذ تحصيله العلمي الأولي عن والده الشيخ الحسين، انتقل الى زاوية سيدي الموفق، فحفظ القرآن، ودرس العلوم الشرعية، ثم انتقل الى الجامع الأخضر بقسنطينة سنة 1933م، ونهل من دروس عبد الحميد بن باديس لمدة ثلاث سنوات. وبعد عودته عاد إلى زاوية سيدي الموفق فتولى مشيختها لبعض الوقت ، ثم انضم إلى التعليم الحر في مدارس جمعية العلماء، فدرّس في مدرسة ثازمالت، لينتقل بعدها الى مدرسة بوجليل، ومنها الى مدرسة إغيل علي. وعندما اندلعت الثورة التحريرية كلفته قيادة الثورة بمهمة الإفتاء والقضاء. وتوفي سنة 1969م.



مولود قاسم ناث بلقاسم

مولود قاسم ناث بلقاسم، اسم أشهر من نار على علم، صنع لنفسه عمرا ثانيا بفضل وطنيته المتأججة، وعلمه الغزير، وثقافته الموسوعية، وزّع وقته في شبابه بين طلب العلم، وتعاطي السياسة في صفوف حزب الشعب الجزائري لتحرير وطنه.

ولد في قرية بلعيال (بلدية إغيل علي) سنة 1927م، فتتلمذ في صباه في المدرسة القرآنية على الشيخين أمقران شقار، ومحمد أكسوح، ثم انتقل الى زاوية ثاموقرة حيث تتلمذ على يد الشيخ محمد الطاهر أيث علجت، ودرس أيضا في مدرسة آث عباس الحرة أيام كان يشرف عليها الشيخ مُحندْ وَعْمَرْ جلواح. وسافر سنة 1944م الى جامع الزيتونة، وتحصل هناك على شهادة الأهلية. وفي سنة 1948م أرسله والده الى مصر، فانتسب كلية الآداب بجامعة القاهرة، ومنها تحصل على شهادة الليسانس في الفلسفة بدرجة ممتاز، وقد تأثر هناك في الكلية أيما تأثر بالأستاذين: د/عبد الواحد وافي، ود/ عثمان أمين. وساهم بعد الاستقلال في بناء الدولة الجزائرية، فتولى عدة وظائف سامية ، كمنصب وزير التعليم الأصلي والشؤون الدينية (1970 - 1779). وترك عدة مؤلفات، طبع منها: إنيّة وأصالة، أصالية أم انفصالية، شخصية الجزائر الدولية وهيبتها العالمية، ردود الفعل الأوليّة داخلا وخارجا على غرة نوفمبر. انتقل الى رحمة الله يوم 27 أوت 1992م، ودفن بمقبرة العالية بمدينة الجزائر.

علي هارون

من مواليد 1927م ، ولد ونشأ في مدينة الجزائر العاصمة، متحصل على شهادة الدكتوراه في القانون، مثقف كبير، ومناضل سياسي بارز في الثورة التحريرية إذ ساهم بقلمه بفعالية في المعركة الإعلامية، بعدما كلفه محمد بوضياف بإصدار جريدة المقاومة الجزائرية (1956/1957)، وعمل تحت إمرة عبان رمضان من شهر ماي إلى شهر ديسمبر 1957م، كان عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية، وكلف بمهمة في فيدرالية فرنسا. انتخب عضوا في المجلس التأسيس (1962 - 1963) عن مدينة الجزائر. له عدة مؤلفات منها: الولاية السابعة La VII Wilayaحول نشاط الثورة الجزائرية بفرنسا (صدر في فرنسا سنة 1986، في 526 صفحة)، وكتاب Lété de discorde صيف الشقاق، حول أزمة السلطة في مطلع الاستقلال، (صدر بالجزائر سنة 2002م).

أحمد أڤومي

اسمه الحقيقي مزيان أحمد من مواليد الجزائر العاصمة سنة 1940، فنان كبير قضى مساره المهني في التمثيل بالمسرح الوطني، والتلفزيون، والسينما. أشرف على إدارة المسرح الجهوي بعنابة سنة 1974، فمركز الثقافة والإعلام سنة 1985م، ثم المسرح الوطني (1991 - 1992). ويزاول حاليا نشاطه الفني بفرنسا التي رحل إليها للإقامة منذ سنة 1993م.

طاوس عمروش

طاوس عمروش سليلة أسرة جزائرية متنصرة في إغيل علي، ولدت وعاشت خارج الجزائر، فهي من مواليد تونس سنة 1913م، حيث كان يشتغل والدها بلقاسم عمروش. استقرت في العاصمة الفرنسية باريس منذ سنة 1934م، واستطاعت بفضل أمها فاظمة ناث منصور أن تنقذ كما هائلا من الحكايات والأغاني الأمازيغية القبائلية المهددة بالزوال، وأعادت تسجيل العديد منها بصوتها الرائع، وهي أيضا كاتبة بارعة باللغة الفرنسية، أسقطت في كتاباتها هاجس التمزق الهوياتي الذي كانت تعاني منه، ونجحت في تدوين الموروث الثقافي الأمازيغي (شعر وحكايات وأمثال) الذي تلقته عن أمها، ولعل أهم كتبها في هــــذا المجال، كــتاب الحبة الســـــــحــــرية (أعَـقــَّا يَسَـاوَالــَنْ) Le Grain Magique. توفيت سنة 1976م، تاركة وراءها أعمالا ثقافية غير منشورة.



جان الموهوب عمروش

جسدت عائلة بلقاسم عمروش حياة التمزق الهوياتي، جراء اعتناقها للمسيحية في ظروف اجتماعية صعبة، استغلها المبشرون الفرنسيون في القرن التاسع عشر لنشر المسيحية. لذا فقد كان جان الموهوب عمروش المولود في إغيل علي سنة 1906م، يحمل في دواخله الثقافة الإسلامية المتجذرة في ربوع بلاد القبائل، والعقيدة المسيحية التي رضعها عن والديه المتنصّرين غصبا عنهما، في ظروف صعبة كما سبق الذكر، لذا عبر عن هذا التمزق الهوياتي الناجم عن الاستعمار الفرنسي بقوله:


"أنا جان، وأنا الموهوب، كلاهما يعيش في شخص واحد، لكنهما متنافران، وبين الاثنين مسافة غير قابلة للاختراق".

ورغم اندماجه الكلي في المجتمع الفرنسي، فقد تملكه نزوع قوي نحو وطنه الجزائر، جعله يفقد مكانته المهنية المرموقة في الإعلام المسموع الفرنسي. وإذا كان الكاتب الفرنسي ألبير كامو المولود في الجزائر، قد اختار أمّه فرنسا عندما اضطر الى اتخاذ موقف واضح من الثورة الجزائرية، فإن جان الموهوب عمروش قد اختار أمّه الجزائر في نفس الظرف.

ويعد جان الموهوب عمروش كاتبا كبيرا باللغة الفرنسية، تعاطى الشعر والنقد والكتابة الصحفية. كما ساهم في إنقاذ جزء من الشعر الأمازيغي الذي نهله من أمّه، من خلال كتابه الشهير [أغاني بربرية من القبائل Chants Berbères de Kabylie] الصادر سنة 1939م، سجل فيه الكثير من المدائح الدينية الإسلامية. وشاءت الأقدار أن يفارق الحياة يوم 16 أفريل سنة 1962م قبل أن يرى نور الاستقلال .



مالك واري (1916 - 2001)

ولد مالك واري في إغيل علي يوم 27 جانفي 1916، درس المرحلة الابتدائية في قريته، ثم واصل تعليمه الثانوي بمدينة الجزائر، وخصص دراسته العليا للآداب والفلسفة. أما مساره المهني فقد قضاه في الإعلام المسموع، بالجزائر وفرنسا. هذا وقد أدرك في وقت مبكر الخطر الذي كان يهدد الثقافة الأمازيغية الشفوية، لذلك قام بجمع الأشعار والحكايات والأمثال الشعبية منطلقا من مسقط رأسه. وقام بتسجيل كم هائل منها، في إذاعة الجزائر سنة 1946م، لكن جهوده -مع الأسف- ذهبت أدراج الرياح بضياع المادة الثقافية المسجلة. ومن أشهر كتبه التي تمحورت حول الثقافة الأمازيغية الشفوية: رواية [Le grain dans la meule حبة في الرحى] الصادر سنة 1956م بباريس، تناول الكاتب فيها ذهنية الثأر vendetta، المتأصلة في التقاليد القبائلية، مفادها أن القتل يستوجب القتل ولو طال الزمن، فدم الضحية المهدور تتوارثه الأجيال، ولن يرتاح بال أهل الضحية إلا بأخذ الثأر. وتكرست هذه العادة التي عكرت صفو الحياة في بلاد الزواوة ، نتيجة لغياب سلطة مركزية توفر الأمن والأمان لسكان. والجدير بالذكر أن المرابطين قد نجحوا في التخفيف من حدة تداعيات هذه العادة القاتلة عن طريق نشر ثقافة التسامح والرحمة التي دعا إليها الإسلام.

هذا وترمز آلة الرحى في هذه الرواية، إلى قوة القوانين العرفية التي تسحق كل من تسوّل له نفسه التطاول على القواعد العرفية المنظمة للمجتمع. وأعطى الكاتب فيها صورة خيالية لظاهرة الانتقام، مؤداها أن يتنازل يدير القاتل عن هويته- من باب الحرص على حياته- ليصبح فردا في عائلة أكلي المقتول، عن طريق زواجه بأخته زجيڤه. وعلى أي حال فهو موت معنوي لأنه قبل أن يغيّر هويته، وعليه فالانتقام قد تم لكن بطريقة رمزية.

هذا وتجدر الإشارة إلى العمل العلمي الجيد الذي أنجزته الباحثة جوهر أمهيس- اُوكسيل، والمتمثل في قراءتها لهذه الرواية قراءة تحليلية، أوضحت فيها الخلفية الثقافية التي تزخر بها (13). ومن مؤلفاته الأخرى كتاب بعنوان: شعر وأغان من القبائل Poèmes et Chants de Kabylie(1972)، ثم أعقبه بروايتين: جبل الذئاب (2000) La montagne aux Chacals، ولباس القبائل لـباية Robe kabyle de Baya (2001). توفي مالك واري في فرنسا يوم 21 ديسمبر 2001م في صمت، دون أن يلتفت إليه أحد، ولا شك أنه يستحق التفاتة المثقفين - على الأقل - بالنظر إلى سمو أعماله الإبداعية في مجال الأدب وصيانة التراث الأمازيغي الشفوي .

هذا ولم تعقر منطقة آث عباس في الوقت الراهن، فهناك أسماء فاعلة في الساحة الثقافية، اذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، الكاتب والصحفي عبد الكريم جعاد مؤسس جريدة المسار المغاربي في طبعتها الأولى، وصاحب رواية :ذاكرة العصافير (1989). والباحث في التراث الأمازيغي كمال نايت زراد، مؤلف قاموس الأسماء الأمازيغية Dictionnaire des Prénoms Berbères .


والخلاصة أن هذه المنطقة التي تملك هذا الإرث الثقافي الكبير، تستحق التفاتة المسؤولين، لدراسة إمكانية تثمين هذه الثروة الثقافية، التي يمكن أن تصبح مصدر دخل في سياق السياحة الثقافية، التي سيكون لها شان في جزائر ما بعد البترول.

محمد أرزقي فراد

الهوامش
5- Jean Marizot, L ?Algérie Kabylisee, Editions at-tabyin-aljahidhiya, Alger,


2001, P 60.

6- Eugène Daumas, M?urs et Coutumes de L? Algérie, Editions Anep,


Alger, 2006, P128.

7- هاينريش فون مالتسان، ثلاث سنوات في شمال غربي إفريقيا، ج2، ترجمة أبو العيد دودو، ش.و.ن.ت، الجزائر، 1979م، ص 159.

8- Laurent-Charles Féraud, Histoire de Bougie, Editions bouchene, P 161.

9- محمد الحسن فضلاء، المسيرة الرائدة للتعليم العربي الحر بالجزائر، ج1، دار الأمة، الجزائر، ط1، 1999، ص 239.

10- البصائر، السنة الرابعة، العدد 164، الصادر بتاريخ 5 ماي 1939.

11- Karima Direche- slimani, Chrétiens de Kabylie( 1873-1954), Editions Bouchene,

France, 2004, p 28.

12- محمد الصالح الصديق، أعلام من منطقة القبائل، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،2007م، ص 41.

13- Djoher Amhis- Ouksel, Le pris de l?honneur, une lecture de ? Le grain dans la
Revenir en haut Aller en bas
Contenu sponsorisé





Ath Abbes...la citadelle oubliee... Empty
MessageSujet: Re: Ath Abbes...la citadelle oubliee...   Ath Abbes...la citadelle oubliee... Icon_minitime

Revenir en haut Aller en bas
 
Ath Abbes...la citadelle oubliee...
Revenir en haut 
Page 1 sur 1
 Sujets similaires
-
» Ferhat Abbas ...Humour19
» Mouloud Mammeri de “la Colline oubliée” ...
» Ferhat Abbes...par Mr Ghafir
» Photo rare de Ferhat Abbes, Mouloud Gaid, Colonel Amirouche et Commandant Kaci (source : Issaad)

Permission de ce forum:Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum
Thamurth Ith Yaala :: Histoire :: Histoire des berbères-
Sauter vers: